الأحد، 29 يوليو 2012

نخب انكساري واحتضاري


كنت اخرج كـ قصيدة  تاه الشعراء عن تفسيير جمالها ! كنت اخرج كـ قائد ثورة بعد نجاح !
وخرجت اليوم  كما يقول درويش " تنسى كأنك لم تكن "
اجر خطاي واعزف قصيدة حزني  [ أحنُّ إلى خبزِ أمّي وقهوةِ أمّي ولمسةِ أمّي وتكبرُ فيَّ الطفولةُ يوماً على صدرِ يومِ  وأعشقُ عمري لأنّي  إذا متُّ  أخجلُ من دمعِ أمّي خذيني، إذا عدتُ يوماً وشاحاً لهُدبكْ وغطّي عظامي بعشبٍ تعمّد من طُهرِ كعبكْ وشدّي وثاقي.. بخصلةِ شَعر.. بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكْ  عساني أصيرُ إلهاً إلهاً أصير.. إذا ما لمستُ قرارةَ قلبكْ!
ضعيني، إذا ما رجعتُ وقوداً بتنّورِ ناركْ  وحبلِ غسيلِ على سطحِ دارِكْ  لأني فقدتُ الوقوفَ بدونِ صلاةِ نهارِكْ  هرِمتُ، فرُدّي نجومَ الطفولة  حتّى أُشارِكْ صغارَ العصافيرِ دربَ الرجوع.. لعشِّ انتظاركْ..  ] *
خرجت ابحث عن منفى في صدر أمي ولم اجد منها سوى جسد يغط في سبات ابكي حرقه لعلها تسمع وجعي لعل دموعي تفيقها واصرخ بأعلى صدى افيقي النار تشتعل في قلبي والحزن يسري في دمي أفيقي فالخيبات فاقت قدرتي افيقي فلا طريق لي سوى الغياب افيقي اجمعي شملي فـ البرد شتتني في عز صيفي !
اردد [ لاشيء، لاشيء يوجِعني في الغياب سوي عزْلَةِ الكون] *
تمسك معصمي : وتخبرني اعيدي ترتيب المساء لم يحن الوقت لحزنك بعد !
كيف لي ان أعيد ترتيب مساءٍ خالي من خيبتي !
كيف لي ابدل حزني بفرح كيف لي ابدل نحيبي بضحكاتي !
لطالما تفننت في ترتيب مسائي بما يناسب خيباتي ولكن لا شيء يعود كما كان فـ لا الحديث مباح ولا الغناء مباح !
سأشعل قناديل موتي وسأشرب نخب حزني بـ كاس !
لن ابكي هذا المساء ولن اطرق اي باب
سأكتفي بذكرى وصدى كلمات [ أحبك جداً  وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل وليس لدي بديـل وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى  ومات الكلام الجميل ] *
سأبث حزني في رسالة وسأعقد هدنة مع تبغي لن انفثك في سيقاره سأحتفظ بك داخل صدري لكن حلفتك بربي لا تعثو في داخلي فساداً  وعندما يطرق الحنين بابي سأرقص نخب انكساري واحتضاري !
GHAIDA

الاثنين، 9 يوليو 2012

صلاة غائب !


فلنصلي صلاة غائب على احياء فارقوناً
فلنصلي صلاة لا سجود لها فنكبر اربعاً ونستغيث بالخالق ان نشفى من غائبناً !
عندما تريد التمسك بطرف قشه فأنك تتحدث عنه في كل ثانيه وكل دقيقة ولكن عندما تكتبه فأنك تعلن قدرتك على التخلي عنه !
هي كانت كذلك تخفي الحقيقة في سريرتها عنه !
تتحدث عنه كثيراً لكي يطغى حضوره رغم غيابه لا تكتبه كثيراً خوفاً منها ان تتجرد منه
لطلما احببته كثيراً حد التخلي عن كل شي من اجل حب نضج قبل اوانه وصل الى مرحله الشيخوخه وهو من الخدج !
هاهي تضع الحقائق رغم عن زخم مشاعرها وتتخلى عنه !
هي التي بكت متضرعه لخالقها ان يبقيه بسيئاته قبل خيره  بين يديها لتستطيع التنفس !
الحاضر الغائب ولطالماً لقب بهذا اللقب كان يتفنن في حضوره وغيابه يبقيها بحيره في كل مره ويرحل لكي لا تتعلق بالتفاصيل لطالماً اخفى جانب من الحقائق لا لشيء فقط لكي لا يجعلها تعشق تفاصيل لن يتسنى لها ان تعيشها في يوم ابداً !
وكلما زاد في غموضه ازدات تعلقاً به !
كانت تصنع من اتفه التفاصيل ذكرى جميلة !
ذات مره ابى ان يخبرها عن اسم عطره لان الروائح اقرب الى القلب من اي شيء آخر
فصنعت له رائحة من نوع قهوته المفضلة !
كانت كلما ازدا الحنين ذهبت لاقرب فرع من قهوته وطلبت نفس الطلب واستنشقته !
في كل مره كانت نشوتها حزينه وبكم هائل من الخيبه
كيف لهذه الحياة ان تهديها حب عقيم لا تستطيع الوصول اليه وبكم ضئيل من التفاصيل
وهي التي لطالما تعلقت بتفاصيل الصغيره قبل كبيرها
لاتحتفظ بشيء من طرفه سوى ذاكره صوتيه تستجدي القدر ان يجيء به الى مسامع اذنها
لايوجد بين يديها سوى صوته يرنو الى اذنها في ليالي سوداء تبكيه كثيراً ولا يأتي به الليل
في كل مره تجدد املها لعله يأتي ولم تلبث ان تبداء املها حتى يكتسوها الحزن من جديد !
هي التي كانت تصنع من كلماتها سنفونيه عشق عندما تتحدث عنه ولكن بغيابه اصبحت كلماتها شحيحه
تبحث عنه في اوجه الماره ولا ياتي ابداً تغمض عينيها تستحضر وجوده وياكم من مرات خابت !
احبته بكل حواسها واكتشفت فائدة حواسها به !
فلا العين تبصر سوى بضيء عينها هكذا كانت تسميه !
ولا الاذن تطرب الا بصوت ضحكاته !
ولا حاسة الشم شعرت بها الا عندما كانت تأتيها رائحة جميلة في ليالي تعانق وسادتها وتعلم انه تخصه !
ولا بالمس ! عندما اشترت لنفسها بطانيه صغير تحتضنها في كل ليلة لتشعر بدء قربه !
كانت تتلذذ بكل نفس يخرج منها كانت تعتقد بأنها تتنفس به !
ولكن الحياة تضعنا على مفارق مره المذاق تبعدنا عن مانرد وتضع ساعدها علينا وتخبرنا لعها خيره !
اي خير هذا في غياب الروح !
عندما تصاب بالأرق تهاتفه اقراء اية الكرسي على مسمعي اريد الطمئنيه تأتي عن طريقك !
كانت ترى به كل معنى لهذه الحياة
وكان يرى بها طفلته التي تحتاج الى الدلال !
كانت تشعر انها تمتلك كل شيء بوجوده وهي اللان خاليه من كل شيء بغيابه
فلا شيء يردع قدر مكتوب عليناً
فوالله لم تعذ للاشياء قيمه برحيله
لا الشوارع ولا الاماكن ولا حتى الوجع ! الوجع بحضوره كان اخف وطئه !
كانت تصنع مناسبات من تواريخ وهميه !
كانت تصنع مجداً وتاريخ تتحاكى به ولم تلبث التواريخ على الصمود ابدا
كان بالنسبه لها كل الحضارات الماضيه والحاضره
كانت تعلم انها به تستطيع تخطي كلي شيء !
كانت تبني قصر وهمي من الامل والفرح به !
وسقطت كل الحضارات وكل الامال وانهد كل شيء له حلو المذاق !
فنحرق جسدها ونرمي رفات رمادها في احدى الاماكن التي لا تنتهي !
ولنصلي صلاة غائب على ارواحهم ولنبكي كثيراً كثيراً

الصلاة على الميت اثابكم الله !
(حرر من غير مراجعه فعذراً على الاخطاء)
GHAIDA

الثلاثاء، 3 يوليو 2012

حلم على شفا صحو !


"عندما تصل الى هواتفنا رسالة جديدة غالباً لا تكون ممن ننتظرة " *
مقطع من رواية يعيد بي الذاكرة الى ذلك المكان !
بين اروقه مليئة بالبياض واناس يلبسون البياض مهنه !
ها انا ملقاه على ذلك السرير الابيض وكأني نقطة ملوثه في كمٍ  من البياض !
الفظ انفاسي بصعوبه وبلا حيله يتساقط دمعي وكأن البكا حيلة الضعفاء فقط !
هذه امي تنظر الى بنظره الشفقه على وجع ابنتها تدعي الفرح لكي تبعث في صدري الانشراح لكن لا تعلم بأني اعلم بما ستقوم به قبل ان تفعله  نعم احفظها عن ظهر الغيب انها امي قطعة من الجنة طاهره في داخلها قويه في خارجها هذا ما اورثتني امي !
تأتي الممرضه لكي تحقنني بمسكن فأغرق في غيبوبة الصحو ! تضيق بي الاماكن من اوسعها واختنق ورعشه تسري في جسدي كـ جنود في ساحة المعركه ينقلون كتائبهم في كل بقعه من المعركه ! ارفع يدي ملوحه بعلامة الاستسلام وتمسكها امي تشدها بقوه وتخبرني ان الامور ستصبح على مايرام وان  لم تخلق فتاة من ضلعي لكي تعلن هزيمتها واخبرها بأني على مايرام لكي تستجمع قواها وتعود الى سابق عهدها سيدة كل المواقف ..
قابعه انا بين هذا البياض منذ خمس ايام على حد علمي .. يتناوبون على سؤالي بماذا اشعر واخبرهم انني بخير واستطيع التحمل  وفي داخلي اتمزق ألم روحي مجهده جداً ولم يلحظ ذلك سوى امي التي كانت تشهد ضعفي عندما انهمر دمعاً في كل ليلة
في اول ليلة يعرج الي ذلك الدكتور المومياء ! دكتور وائل !
لايحمل في ملامحه اي تعابير لا فرح ولا حزن حتى نبرة صوته نفس الايقاع مهما ساء الامر !يصبني بكم من الدهشه ويذهب كارياح العابره !
وفي النهار التالي يأتي كاغيث دكتور اسامه
يعاملني كطفله عندما يقول لي شاطره شاطره وهو يغرس الابره في جسدي ولكن كنت اشعر باني بين ايدي امينه هي تلك روح الابوه مزروعه في داخله !
وفي اليوم التالي تطرق بابي ممرضاتان اكره رؤيتهم يخبراني بأن دكتور هاني برفقتهم ويقاطع تعريفهم به بتلك الابتسامه العريضه هي تعرفني جيداً لا داعي لتعريفي نعم اعرفه جيداً وبكل خبث اخبىء عيني خوفاً من اضحك على موقفي معه بالعيادة يخبرني بأني تحسنت وانه لا داعي لبقاء المسكن ولكن بما انك مرتاحه بوضعه دعيه يوم آخر وكأنه يهبني يوم جديد في هذه الحياة من غير بكاء كأن كنسمه بارده في صيف حار !
وفي كل يوم وليلة كان يأتي ذلك الدكتور عبدالله
ينير ظلام المدينة بأبتسامته كان يأتي كل صباح ويجعل الصباح اجمل به الا في ذلك الصباح عندما اخبرته امي بأن غذائي قليل واشاد على كلماتها عندما اخبرني بأني شاحبه وعلت محياي نظرة الكره لكل شي واخصهم الغذاء
في كل مره كان يأتي كان يجلب معه بعض الوعض والمرح كان في كل موقف يخبرني بحكمه او خطى يجب ان اتبعها نعم ايقنت انه يعاملني كأطفله يجب تعليمها من كل موقف عندما صرح وقال شكلي لا يوحي بأني فتاة ال24 ربيع !
عندما دق جرس هاتفه في احدى الايام اخبرته انه لا مانع من ان يرد على هاتفه استطيع الانتظار ولم اجد منه سوى حكمه جديدة يخبرني انه يجب احترام اوقات العمل و وضع الهاتف على الصامت لكي يتسنى للجميع انتاج افضل ماعندهم ويسألني هل تدعين هاتفك يرن اوقات الدوام الرسميه بكل فخر نعم ليس لكي اعاكس اتجاهه ولكن اردت اخبره اني لا احب الهاتف اصلا  وفي كل الأوقات اتجنب المكالمات ولكن بعض ظروف العمل تجبرني على التواصل معهم عن طريقه وعن طريق الرسائل ايضاً !
وفي مره اخرى اتى وبكل غضب يصرخ على تلك الممرضه المتأخره عن احضار لوازم تغير الجرح عصبيته لا ترعب ولكن تجعلني اكره ذلك اليوم لعبوسه !
وفي اليوم الذي يليه يخبرني بانه اعتذر من الممرضه على رفع صوته وانه تلك من شيم التي يجب تعلمها الاعتذار والاعتراف بالاخطاء !
هكذا كان يردد على مسمعي مواعض وكاني طفله حديثة الولاده وعلي ان اتعلم كل خطوه على حدى !
كان يغضبني احياناً عندما يعاملني بتلك الطريقه ويتلاشى كل ذلك الغضب عندما يبتسم وكأن ابتسامته اداة لغفران كل الاخطاء
في يوم اخبر الممرضه عن طريق الهاتف انه سيأتي قبل حلول الليل سيأتي ولكن لم تظهر ملامحه في ذلك اليوم كان يوم اسود كانت في كل ساعه تأتي تلك الممرضه تخبرني انه ليس من شيمه ان يخبرنا انه سياتي ولا يأتي وكأن الامر بيدي ! في كل مره كنت اخبرها انه لا توجد مشكله سيأتي غداً ولكن لا تقف ثرثرتها ابداً الى حد انها جعلتني اغضب كيف يضعني في ذلك الموقف مع تلك الممرضه الثرثاره ! في ذلك اليوم اصبت بحاله من الخمول غريبه ! وكأني جسمي يتأمر مع غيابه واحضرت لي الممرضه الدكتور المناوب لكي يرى وضعي ولم يحرك ساكن فقط اخبرني استمتعي بخمولك ونامي ! كيف لهم ان ينادونه دكتور وهو لايفقه شيء !
وفي صباح الجمعه كان السواد حالك اجبرت امي على مغادرتي لذهاب الى البيت لترى خالي ولكي لا يشعر بغيابي  قضيت ذلك النهار وحيده خائفه من صوت تلك العجوز التي تقطن في الغرفه المجاوره لها صوت اجهش كصوت رجل غاضب واواجه خوفي برفع صوت التلفاز لكي يغطي على مسمعي صوت تلك العجوز الشماط المرعبه تلك اللحظة شعرت بأنني طفلة تريد ان تختبئ في اي حظن يقابلها ولكن لا يوجد احد والتحفت البياض وحيده انتظر الامل ! وبعد الظهيره طل وجهه المرهق اخبرته انني لن اصدق اي من احاديثه لانه يخبرني بأشياء كثيره ولا تحصل ولم اجد منه سوى ضحكه عاليه جداً تسكتني عن تفاهاتي اخبرني بانني صلبه في تحمل الالم ولست مثل بنات جنسي يتفنون في الاوجع وارد عليه بأبتسامه وكأني اخبره انك لا تفقه عني شيء ابداً وما ان فارقني حتى انهمرت بكاء ليس ألماً ولكن روحي لا تحتمل اكثر من ذلك !
غطيت في السبات اثر بعض المسكنات  بعد ذلك اليوم لم يكف ذلك الدكتور من تطبيق كل ما يقوله ومايعد به تلك هي شيمه
كنت اريد اخبره انني مسؤوله عن كل ماينطق به لساني واني لست فتاة مترفه وحانقه نعم انا في كل مره يتحدث عن وظيفتي اثور بلا مبرر ولكن ليته يعلم بأنني اصبحت رئيسه قسم وجديره بثقه الرئيس ولكن كل مره اثور لاسباب عده ان تلك الوظيفه ليست ماكنت احلم به وانه بيئه خصبه في النفاق واني لا استطيع ان اكون منافقه مثلهم ولكن انا منجزه مهامي على اكمل وجه !
لست مندفعه كما يقول عني نعم انا مجنونه قليلاً لكن جنوني هو بعض سعادتي !
عندما يلوح لك بريق الامل يجب انتهاز الفرصه بأقل الخسائر تلك هي انا عندما اطلق علي مندفعه كنت اريد ان اوضع في الالم مره واحد لا عدة مرات بأشكال مختلفه !
كنت احضر الى عيادته وحيده لاني لا اريد تحميل احد التزاماتي علي ان اقوم بكل شيء وحيده!
وعلي ان اهتم بكل افراد عائلتي لا ان اكون عبء عليهم نعم تلك هي انا الفتاة الكبيره التي تتخذ قرارات في بيئتها والمتكفله بأسعاد من حولها قدر المستطاع وان تكون قدوه حسنه لاخوتها ذلك مايتوجب علي عمله تلك كانت مبرراتي انا لست حانقه على ذلك الدكتور لانه بحث على افراد عائلتي ليشرح مايدور في جسدي لان تلك مهمته ولكن لا انكر اني غضبت فانا لا احتمل ان يشكك احد في مصداقيتي لاني اتعامل مع الجميع بثقه قد تكون عمياء في بعض الاحيان !
كنت اريد ان اخبره ان ابتسامته تشعرني ان الحياة مازالت بخير وان هناك امل وانه يصنع لي بيت من الفرح في كل لحظة يضحك بها وفي حال عبوسه يجعل مني انسانه حانقه تامل ان ينتهي اليوم بأسرع وقت !
هي تلك انا اشكر الله ان وهبني حياة جديدة وان جعلني اعاني ما عانيته لكي اخذ العبره ولا يكف لساني بالدعاء لكل من ساعدني على انتهاء ايام معاناتي !
GHAIDA